الشيخ العارف بالله أحمد بن مصطفى العلاوي قدّس سره

 
هو الشيخ أبو العباس أحمد بن مصطفى بن عليوة المعروف بالعلاوي المستغانمي مولدا ونشأة، ولد بمستغانم عام 1869 وتوفي بها سنة 1934، تعلم مبادئ الكتابة وسور من القرآن على يد والده الحاج مصطفى،الذي كان معلما للقرآن الكريم،فانتهى به الحفظ إلى سورة الرحمن ، ثم اضطر إلى ممارسة التجارة ليعول عائلته خاصة بعد وفاة والده، وهو في سن مبكرة, إلا أن ذلك لم يمنعه من الانكباب على ملازمة الدروس ليلا رفقة جماعة من الطلبة في الفقه، والتوحيد، والتفسير على يد جماعة من مشايخ المدينة، إلى أن التقى بأستاذه الروحي الشيخ سيدي محمد بن الحبيب البوزيدي ، فلازمه إلى أن وافته المنية سنة 1909،وكان قد قضى في صحبته نحو خمس عشرة سنة، فبويع بعده بالخلافة على رأس الطريقة الدرقاوية بمستغانم ونواحيها،حوالي عام 1909 ،وخلال بداية العقد الثاني من القرن العشرين، أسس الطريقة العلاوية، معلنا بذلك عن ميلاد طريقة روحية جديدة في أساليبها، عريقة في أصولها، عراقة الرسالة المحمدية. فعمل خلال هذا الإطار إلى إبراز الزاوية في شكل يتلاءم ومستجدات العصر الحديث مع الحفاظ على دورها التربوي الروحي، فسارع إلى بناء زاوية جديدة تجمع جملة من المرافق من أجل تبليغ رسالته التربوية والاجتماعية كأقسام الدراسة والمطبعة والمخبزة، واستقطب إليها نخبة من العلماء في التفسير،و الحديث،و أحكام الفقه،و اللغة العربية. وقد أثرى الشيخ الحياة الفكرية بالجزائر، والوطن العربي والإسلامي عموما، بما خلف من آثار أدبية وأعمال جليلة اجتماعية ووطنية، واكبت نهضة الأمة الجزائرية في تلك الفترة بل وحتى نهضة الأمة العربية والإسلامية عموما. ونستطيع حصر أعمال الشيخ العلاوي في محاور أربع:
  1. روحية.
  2. فكرية.
  3. اجتماعية.
  4. وطنية.

أعمال الشيخ في المجال الروحي

و يتمثل في تربية المريدين، وتلقين الأذكار، فتتخرج على يده عشرات بل مئات من العارفين الذين حملوا رسالته إلى المغرب العربي والإسلامي، وحتى إلى البلاد الأوروبية، فتمكن في فترة وجيزة من إنشاء عدد من الزوايا في الجزائر، والمغرب الأقصى، وتونس ( راجع الروضة السنية في المآثر العلوية ط2)، لبث الأخلاق المحمدية والتربية الروحية بين أفراد المجتمع، وتحسيسهم بأهمية القيم الإنسانية، وهي المحور الذي تدور عليه مقاصد الشريعة الإسلامية، وتوجيه الخلق إلى وجهة الحق، وإسداء النصح إلى كل مسلم، إضافة إلى تبليغ الرسالة المحمدية إلى غير المسلمين من أوروبيين وأفارقة.


أعمال الشيخ في المجال الفكري

وتتمثل في كتبه وأشعاره ومقالاته، أما كتبه فقد ألف العديد من الكتب في شتى العلوم الإسلامية وخاصة التصوف الإسلامي، اخترنا منها التالي على سبيل المثال لا الحصر:
  1. المنح القدوسيّة في شرح المرشد المعين بطريق الصوفيّة وهو من أشهر كتب الشيخ ويمكن تحميله من هنا:المنح القدوسية
  2. الأنموذج الفريد المشير لخالص التوحيد: ويمكن تحميله من هنا:الأنموذج الفريد
  3. البحر المسجور في تفسير القرآن بمحض ‏النور: ويمكن تحميله من هنا: البحر المسجور
  4. المواد الغيثية الناشئة عن الحكم الغوثيّة: ويمكن تحميله من هنا: المواد الغيثية
  5. ديوان أشعار الشيخ ويمكن تحميله من هنا:الديوان

حكمه

قال رضي الله عنه:

1:   العارفون طبقات عارف بربّه، وعارف بنفسه، إلاّ أنّ العارف بنفسه أشدّ من العارف بربّه.

2: المحجوبون طبقات محجوب عن ربّه، ومحجوب عن نفسه، إلاّ أنّ المحجوب عن نفسه أشدّ حجابا من المحجوب عن ربّه.

3: الزاهدون طبقات: زاهد فيما عند الله، وزاهد فيما في يديه، إلاّ أنّ الزاهد فيما عند الله أشدّ زهدا من الزاهد فيما بين يديه.

4: من عرف الله زهد فيما عنده والغافل عنه لا يكتفي من فضله.

5: ما كثرت مساوىء النفس إلاّ لتستر أنوار القدس.

6: من عرف الله في نفسه رجع إليها واتبع مرضاتها.

7: من عمل بالعلم قبل أوانه عوقب بحرمانه: ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيّه وقل ربّ زدني علما / طه آية / 114.

8: من تحقق بحقيقة الصمدانيّة لم يجد محلا للغيريّة.

9: ليس الشأن أن تعرف الله بعد رفع الحجاب، إنّما الشأن أن تعرفه في نفس الحجابله باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب / الحديد آية / 13.

10: ليس التوحيد ما تحمله الأوراق، أو تتلفظ به الأشداق، إنّما التوحيد ما يرى من أثر العشّاق، وتلوح أنواره في الآفاق.

11: التوحيد كالنار ما وقع على شيء إلاّ أحرقه وأذهب خبثه.

12: ما استقام حال العارف بين أهله إلاّ بعد تصنّعه.

13: إذا كان حظّ العارف من الله الجنّة فقط كانت كجزاء المحجوب النار.

14: لو كشف عن سرّ العارف، لأدركت حقيقة النبوة.

15: ليس الشأن أن تعرفه في جميع الأسماء الحسنى، إنّما الشأن أن تعرفه في كلّ لفظ ومعنى: وعلّم آدم السماء كلّها / البقرة آية / 31.

16: أبعد الناس عن ربّهم أشدهم مبالغة في التنزيه.

17: ليس الشأن أن تبالغ في التنزيه، إنّما الشأن أن تعرفه في التشبيه.

18: التشبيه مع اليقين في التوحيد خير من التنزيه مع الحجاب عن التوحيد.

19: من طلب الله بغيره لم يصل إليه أبدا.

20: من عرف الله بالدليل، فهو يقول بالتعطيل ولم يشعر.

21: من طلب الله في غير نفسه أضل سبيله من حيث أراد.

22: الحقّ ليس بقريب كما أنّه ليس ببعيد.

23: القرب مع الاثنين والحقّ واحد.

24: المعرفة بلا اعتماد ربّما تقضي بالبعاد.

25: تاء الخطاب عقاب، وهاء الهوية بليّة، ونون الأنانيّة إثنينية، والحقّ من وراء ذلك.

26: لا تركن إلى معرفة الحقّ، فتحجب بها عن أسرار الخلق.

27: من ذاق حلاوة مناجاة الحقّ لم يصبر عن مخاطبة الخلق.

28: من زهد في الخلق زهد في الحقّ ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله.

29: من تجلّت عليه عظمة الذات أذهلته عن الصفات.

30: من لم يرض بمجالسة المتكبرين فهو متكبّر.

31: من تمام الأدب إثبات الحجاب.

32: الحكمة كالرخصة لا يجوز العمل بها إلاّ عند الحاجة.

33: ما وحّد الله جاهل وما شاهده غافل.

34: ضدّان لا يجتمعان إن كنت لم يكن وإن كان لم تكن، فاترك وجودك يدعوك الداعي إليه.

35: كلّ من نطق بالتحقيق إلاّ وقيل فيه زنديق، ومن كتمه اتصف بالتحقيق.

36: ما من ذرّة في الوجود إلاّ وعليها اسم من أسماء المعبود.

37: لا تترك نفسك وتعاديها، بل اصحبها وابحث عمّا فيها.

38: ليس التوحيد كلمة تتلى باللسان، إنّما التوحيد يقين ووجدان، ربّ جاهل يتنعّم بجهله وعالم يتألم بعلمه.

39: الحقّ لا تدركه الأبصار وهو يدركها، وكيف لا تدركه وهو أقرب إليها من نفسها، وهل يمكن للعين أن ترى عينها.

40: من جهل المريد طلب المزيد.