صافي فصوفي حتى لقب الصوفي - الشيخ جلال الدين الكركي

قال الشيخ جلال الدين أحمد الكركي، أحد مشايخ الطريقة الدسوقية، في كتابة نور الحدق بلبس الخرق:

التصوف هو أربعة أحرف: (ت ص و ف )، فتاؤه من التجريد، وصاده من الصفاء، وواوه من الوفاء، وفاؤه من الفناء، فهو إذًا تجريد وصفاء ووفاءً وفناء .

فالتجريد على ثلاثة أقسام: الأوّل: عن الدنيا ظاهرًا، وعن الدعوى باطنا، وعن رؤية التجريد، وقيل: القسم الأوّل عن عالم الملك والشهادة، وهذا الأوّل قدوم السعادة، وفي هذا التجريد يحصل في الصدر انشراح ويسمع مخاطبات الأرواح. الثاني: عن عالم الغيب والملكوت، وفي هذا التجريد تحصل للعقل سكينة وسكوت ويشهد أشخاص الملكوت. الثالث عن عالم الجبروت، وفي هذا التجريد يسبح في بحر الرحموت، ويشهد الحق بالحق، وأن ما سواه وهم وخيال، فماذا بعد الحق إلّا الضلال.

والصفاء ثلاث مراتب: الأولى من كدورات البشرية؛ الثانية من الأخلاق النفسية. الثالثة: من ملاحظة الغيرية.

والوفاء على ثلاثة أقسام: الأوّل: بالعبادة وهي الأعمال الصالحة؛ الثاني: بالعبوديّة وهي الأخلاق الفاضلة؛ الثالث: بالعبودة وهي المعارف الكاملة.

والفناء على ثلاثة مراتب الأولى في الأفعال فيشهد أن لا فاعل إلّا الله؛ الثانية: في الصفات ، فيشهد أن لا حي إلّا الله؛ الثالثة: في الذات فيشهد أن لا موجود إلّا الله.