الخفاء عين الظهور، وحجابه عين النور - الشيخ إبراهيم الكلشني

قال الشيخ إبراهيم الكلشني الخلوتي في كتابه "أزهار كلشن": 

لن تصبح مجلىً تاماً لحضرة الذات ما لم تجمع جميع الاعتبارات

فليس لجمال وجه المحبوب الواهب للأرواح مطلوب إلا المرآة

 فالوجه الذي لا مثال له في حسنه، إنما يظهر كنز ذلك الحسن في المجالي

وشؤون مرآة العالم إنما هي انعكاس للإنسان، فهو عين وذات هذا النور المخفي

وفي ذلك الآن الذي يبيت فيه الإنسان ساذجاً عن الكون، وقد أصبحت أمواج الحوادث في سكون

لا يبقى من نقش الموجودات علامة، ولا يتميز عن الذات وصف ولا إشارة

العلامة هي الاسم، والوصف هو الاعتبارات، لا يبقى لها تعين، بل تمحى في الذات الواحدة

الوجود خالٍ عن الزين وعن الشين، وما ثمة فيه نقش من العلم ولا من العين

فلا وجود لليلى ولا للمجنون في ذلك الحي، بل كان الله وليس معه شيء

وما ثمة معنى للكنزية ولا للخفاء هنا، ولا للحب والبغض، ولا للطرد والاصطفاء

وفي هذا المشهد الذي يكون فيه الوجود عين النور، يبدأ حقاً شهود عين الظهور!