في أوصاف رجال الطريق - سيدي سلطان ولد | الحقائق الإلهية في أشعار السادة الصوفية

قال الشيخ بهاء الدين سلطان ولد، ابن مولانا جلال الدين الرومي، في مثنوي ابتدا نامه:

رجال الطريق هم وراء الخير والشر يسافرون، بلا أقدام ولا خطوات، من أنفسهم إلى أنفسهم

هم مثل بحر محيط لا حد له لكنه مخفي بالجسم، وكأنه سدادة أمام الأعين الضيقة النظر

فلا تنظر إلى جسومهم الظاهرة بل أمعن النظر في أرواحهم الطاهرة

لعلك تحصل من هذه الأرواح على حياة لا فناء فيها ولا زوال

فكل من رآهم من هذا الوجه، وحتى لو كان بارداً، ترك نفسه وأصبح هم أنفسهم

فيحيط به عشقهم من جميع الوجوه، ويفرغ عن اعتبارات الأعلى والأسفل

ويركب مثل نوح في يم الروح، ويموت عنه الغدو في الأمس والصبوح

فلتأخذ منك الخمر في ذاتك، فتخرج بعدئذ عن الخير والشر

وتتجاوز نقوش العالم، وتتحرر منها، وتتجه إلى تلك الوجهة، حيث تصل إلى نقش العدم

فإنما يظهر وجه الحبيب لمن ليس بكائن لمن أصبح بدون جسم ولا روح، فيراه به، لا بهذا ولا ذاك

ويتوجه من بر الهجر إلى بحر الوصال ويحصل في الوصل على مائة ألف نوال

ويرى نفسه بحراً لامتناهٍ، وقد خرج عن حكم الجسم، وأصبح روحاً مطلقاً