لك الكون يا رب الملاحة عاشق وليس هوىً إلا بحسنك لائق
وما أنت غير الكون بل أنت عينه ويفهم هذا السر من هو ذائق
ظهرت فلمّا تخفَ عن ذي بصيرةٍ وغبت فلم تظهرك إلا الحقائق
وأفنيتني عني فما لي إرادة وليس المحب الصرف إلا الموافق
أأكتم ما بي من هواك تظرفاً وكلي لسان بالمحبة ناطق
ومهما بدا برقٌ فكلي شائم ومهما سرى نشرٌ فكلي ناشق
وليس سلوي عن هواك ممكن لأني لبدر لعشقي عاشق
فكلي إذا ما غبت عني مغارب وكلي لشمس الحسن مني مشارق
وقال أيضاً:
يا بدر تم على غصن من البان الكل أنت، وأنت النازح الداني
أضحت شواهد ما بي منك ظاهرة فليس ينفعني في الحب كتماني
وكيف أشكوا بعادا في الحقيقة مِن بدرٍ هواه مدامي وهو ندماني
أم كيف تحجب روحي عن ملاحته إذا تجلى لها والستر جثماني
أفنت صفاتي صفات منه عالية فلست أنظر في وصلٍ وهجرانِ
طرفي يراني إذا شاهدت طلعته معنىً وقلبي على التحقيق يهواني
وكلما قلت كان القول منه وإن ناديته فهو إن فكرت ناداني
ما ثم غيري بل ما ثم غيره ومن أفنى صفاتي به لا شك أبقاني
أنت معنى وجودي وأنت سر حياتي
يا غائباً هو عندي وراء أستار ذاتي
إليك وجهت وجهي فأنت أقصى جهاتي
يا من رجوعي إليه في حادث النائباتِ
وجاعل الكون عندي للذات كالمرآةِ
لولاك لم يصب قلبي للجمر والنائباتِ
ولا غدت خلواتي بالفكر كالجلواتِ
ولا تشوقت وادي جمعٍ إلى عرفاتِ
ولا استجبت لداعي هواك دون الدعاةِ
حتى تيقنت علماً أني إلي صلاتي
فلست أخشى فراقاً من بعد جمع شتاتي
عشقي لكلٍّ بكلٍّ وبي اتصال صِلاتي
فليس يخرج عني جزء من الكائناتِ