قصيدتان في التجليات الذاتية - سيدي ابراهيم المواهبي وسيدي زين العابدين البكري | الحقائق الإلهية في أشعار السادة الصوفية

قال سيدي برهان الدين ابراهيم المواهبي الشاذلي قدس سره:

أنا من ذاتي صفاتي قد بدت في الكائنات

أثرت في الفعل حسناً بفنون مبهجات

كل عشاقي سباهم حسن ذاتي وصفاتي

وأنا المحبوب حقاً فاجتلي بي جلواتي

وحدة تنفي سوائي بالفنا عن الفانيات

سرها عين البقاء روحها عين الحياة

حضرتي بالجمع تومي لجميع التفرقات

إنها جمع بذاتي في جميع الحضرات

كنت في غيب الغيوب فتعرفت لذاتي

قد تفردت بمجدي متنزهاً عن جهات

وأنا الموجود حقاً في جميع الجلوات

ملكوت الملك غيبي فيه سر الخلوات

منه نوري متجلي لكليمي في صفاتي

فوق طور القلب نودي: اخلع النعلين وآتي

أنت في الوادي المقدس فانتشق من نفحاتي

كي تراني عين ذاتك تنعشك مني حياتي

وتصير فرداً لفردٍ باقياً بعد المماتِ

غارقاً في جمع جمعي سابحاً في السبحات

وقال أبو المواهب زين العابدين البكري:

بلبل الأسرار صادح فوق أشجار بأسحار

إن سألتم ما يغني يا ندامى أو يقول

فاسئلوني ذاك فني فأنا عندي دليل

هو بالأسرار بائح في حنايا الحان دار

قد غلب وجده فنادى إنني ذات الحبيب

وشكى عنه البعادا فعجباً من ذا العجيب

ولسان الحال طافح عنه نقل كل أخبار

اعذروا من هو حبيبه واحتجب عنه بمناه

لو يكن كشفه نصيبه لم يشاهد عنه معناه

لا تكن للوهم سابح فوراء الوهم أسرار

فاشطحوا يا كل صحبي واخرجوا منكم إليكم

وادخلوا حانات قربي ينجلي المعنى عليكم