قال الشيخ حاتم الأهدل، المتوفى سنة 1013 هجرية:
جاد المولى فعمت الآلاءُ وتأرجت فتعطرت أرجاءُ
رقت مدامتنا ورق زجاجها والوقت راق وراقت الندماءُ
فتكثرت أوصافها وتوحدت مع ذاتها الأفعال والأسماءُ
ناديت لما تظاهر أمرها: يا عين ذاتي هذه أسماءُ
إن عَزَّ عِزُّ جمالك فلي ذل لعزك تحته العلياءُ
هو وصف ذات كمال حضرتي التي من أجلها قامت بي الأسماءُ
ولكِ التعزز والجلالة والبها والحسن والإحسان يا حسناءُ
ما قام بك وصف إلا كان لي قلب يراه كأنها شمس خلفها الأفياءُ
أقضي ولم أقضِ من الوجود بغيتي أنى تحيط بمطلبي الآناءُ؟
مدد يمد بأبحر من نقطة قيومها قامت به الأشياءُ
ظهرت بها الأشكال وهي خفية لم تحوها السوداء والبيضاءُ
شقت جيوب الغيب عن مشهودها فمشى بها الإظهار والإخفاءُ
حكمت علي كما حكمت بها على التفصيل والإجمال وهي خفاءُ
ظهرت بما بطنت فكنت لها بها حداً به تتميز الأفياءُ
وبرزت بحكمة حكمها في مظهرٍ سجدت له الأفياء والأشياء
كحّلت بنور البرق عينَ مشاهدٍ إطلاقه والقيدُ ثمَّ سواءُ
في مجمع البحرين كان قيامه وظهوره بهما يد وعطاءُ
وافته بالتعريف من معروفه فتميز فيها الإنهاء والإبداءُ
فبدت تميس في جلباب حسنها كالغصن إن مالت به أهواءُ
فسعى لينظر من تمتع بجمالها في صفات لها سمت بها الأسماءُ
ولولا مناسبة الحب وحكمه في ذاته من ذاتها من صح له الإنباءُ
فإن شئت أن تحيا ببهجة حسنها فكن فانياً إن الفناء بقاءُ
فقد جلت مظاهرها وعز ظهورها عن غيرها فلم تظهر بها الأحياءُ