بحث متقدم
الجمعة 20/5/1446 هـ - الموافق 22/11/2024 م
القائمة
الصفحة الرئيسية
الطريقة الشاذلية الدرقاوية
مقدمة عامة عن الطريقة الشاذلية الدرقاوية
أخبار الطريقة الشاذلية الدرقاوية
جديد كلام العارفين بالله تعالى والمحققين الوارثين
الحقائق الإلهية في أشعار السادة الصوفية
مشايخ الطريقة
الأوراد
ورد الطريقة العام
أوراد الطريقة الخاصة
المكتبة
كتب تصوف بتحقيق الشيخ الدكتور عاصم الكيالي
مقالات صوفية
المكتبة المرئية
المكتبة المسموعة
مجموعة مخطوطات
كتب تصوف أخرى
تسجيل العضوية
للتواصل والاستفسار
الشريعة مقدمة الحقيقة
قال شارح رسالة عهد ابن سبعين لتلاميذه:
لمّا كانت الشرائع مقدمات علميات و عمليات، و علمها يفيد معرفة وظائفها،
و العمل بوظائفها يزيل الحظوظ النفسانية، و يميت الشهوات البدنية، و يقطع الروابط العادية، و يجرد الإنسانية، و يكشف الحضرة الرحمانية: و هي حضرة الحق، و حضرة الحق هي الحضرة الجامعة لحقائق الأكوان، و هي بد كل شيء و وجوده، و هي الماهية التي توجد فيها كل ماهية من حيث التقويم و التتميم، قال: فيها نتيجة الشرائع .
و نقول: علم الشريعة مقدمة العمل بوظائفها، و العمل بوظائفها مقدمة لرضوان اللّه يقيم العبد في حضرته، فعلم الشريعة، و العمل بها يقيم العبد في حضرته، فحضرته هي نتيجة الشرائع، و حضرته فيها كل شي ء، فهي الحقيقة الجامعة .
و نقول: الشريعة تحمل لرضوان اللّه، و رضوانه صفته، و الصفة لا تفارق الموصوف، و الموصوف: هو اللّه، فالشريعة تحمل إلى اللّه فاللّه هو نتيجة الشرائع بالوجه الذي ذكرنا .
و نقول: الأعمال الشرعية إذا عمل بها على التمام تفيد التخلق بالأسماء الحسنى، و المتخلق بالأسماء إذا تجوهر بها تكون الأسماء ذاته و روحه، و الأسماء صفات اللّه، و صفاته غير زائدة على ذاته، فالمتخلق بالأسماء ليس بزائد على ذات اللّه، فالظفر بالحق و الاتصال به هو نتيجة الشرائع.
و نقول: أول وظيفة من وظائف الشريعة هي كلمة لا اله إلا اللّه، و تتضمن أن لا فاعل إلا اللّه، فكل موجود في الكون اللّه أوجده من حيث هو فاعله، و الفاعل لا يفارق مفعوله، و هو معه بالإيجاد و الإبقاء، و لا وجود للشي ء إلا به، فهو الأصل الضروري في وجود كل شي ء، و لكل شي ء حقيقة، و هو وجوده الذي هو به ما هو، و وجود كل شيء الذي هو به ما هو هو، به و منه و عنه و إليه، هو حقيقة كل شي ء و ماهيته و وجوده فاللّه: هو الحقيقة الجامعة، كما تقدم...
فإذا كان هو حقيقة كل شي ء، فالأشياء كلها هي به على ما هي عليه، فهو الحقيقة الموجودة في كل حقيقة، و هو الذات المستحقة بذاتها لكل ذات، فهو مع كل شي ء بوجوده، فلا غيبة و لا حجاب، و الغيبة و الحجاب هو الجهل بهذا الاتصال و الاستحقاق الذي ذكرناه، و الغفلة عن ملاحظته و شهوده في كل شي ء، بل شهوده و لا شي ء معه .
و علم الشريعة يزيل الجهل المذكور، و وظائفها ترفع الغفلة، و تنبه على الحضور مع الحاضر في كل حضور، فالحق هو نتيجة الشرائع، و علوم الشريعة بهذا الوجه هي علوم التحقيق، فاعلم ذلك .
فإذا حقيقة لا اله إلا اللّه: أن لا موجود إلا هو، و ما خلا اللّه باطل، و الوهم يشعر بغيره، و الوظائف الشرعية تذكر باللّه، و ذكره يزيل الوهم، و يمحو خبر الغيرية، و يقيم العبد في الحضرة الحاضرة في حضوره، فالحق نتيجة الشرائع كما قال، و هذا الكلام في نتيجة الشرائع، و الحقيقة الجامعة، و علوم التحقيق قد تخلص، فافهمه