بحث متقدم
الأربعاء 6/4/1446 هـ - الموافق 9/10/2024 م
القائمة
الصفحة الرئيسية
الطريقة الشاذلية الدرقاوية
مقدمة عامة عن الطريقة الشاذلية الدرقاوية
أخبار الطريقة الشاذلية الدرقاوية
جديد كلام العارفين بالله تعالى والمحققين الوارثين
الحقائق الإلهية في أشعار السادة الصوفية
مشايخ الطريقة
الأوراد
ورد الطريقة العام
أوراد الطريقة الخاصة
المكتبة
كتب تصوف بتحقيق الشيخ الدكتور عاصم الكيالي
مقالات صوفية
المكتبة المرئية
المكتبة المسموعة
مجموعة مخطوطات
كتب تصوف أخرى
تسجيل العضوية
للتواصل والاستفسار
العلم من أنوار الله لا ينال إلا بصحبة المشايخ
قال الشيخ محمد البوزيدي قدس سره ونفعنا الله به في كتاب الآداب المرضية:
العلم نور أزلي صفة الذات القديمة الأزلية الأبدية التي أحاطت بكل شيء و لم يحط بها شيء، و ذاته سبحانه موصوفة بصفاته العالية، كالقدرة، و الإرادة، و العلم، و الحياة، و السمع، و البصر، و الكلام، و غير ذلك مما يناسبها، فأودع اللّه سبحانه من أسرار صفاته في عباده ما شاء:
فمنهم: من عرف قدرها و رجع إلى اللّه تعالى، و رأى أنه ليس سبب فيها، فسلب الإرادة للّه في سائر أوصافه، و لم ينسبها له قولا و لا فعلا و لا حالا، فلما حصل له هذا الزوال و انتهى في عبوديته إلى الكمال، أمده اللّه بوصفه بمحض كرمه. و عبودية هذا العبد سبب من الأسباب، و لا شك أن من أراد اللّه أن يعطيه أسراره أعطاه المفتاح الذي يفتح به على هذا السر العظيم و هو العبودية الخالصة التي ليس للنفس فيها طمع.
و لا شك أن اللّه تعالى يعطي لعباده بقدر ما أعطاهم من الإخلاص، و كل ذلك عطية من اللّه سبحانه، و لو لا فضله ما كان أحد أهلا لشيء، و وجودنا و وجود غيرنا نعمة منه سبحانه، و كل ما مددنا منه من النعم الحسية و المعنوية فهو فضل منه و كرم. و لو لا الحياء منه سبحانه لكشف الحجاب عن السر المصون، و لكن لا يناسب أهل الصحو ذلك.
و اعلم: أن العقل يدرك، و العلم يحقق، و لا تزال الروح تفتش على حقيقتها، و هي بالعلم تكاشف، و بالعقل تدرك، حتى تنتهي بالتحقيق الكبير، فيرجع العلم عين العقل، و العقل عين العلم. و العلم و العقل من أسرار اللّه المودع في الروح، بهما ينكشف الحجاب عن النفس فترجع لأصلها، و بهما تعرف قدرها، و إذا عرفت قدرها عرفت قدر خالقها. كما قال صلّى اللّه عليه و سلّم: «من عرف نفسه عرف ربه» ١.
و النفس من عين الروح، و الروح من عين الكمال، و الكمال للّه سبحانه، و لا يعرف هذه الإشارة إلا أرباب الذوق الذين ذهبت نفوسهم، و اضمحلت أجسامهم، و لم يبق من وصف العبيد إلا اسمهم و رسمهم.
و هذا كله لا ينال إلا بملاقاة العارفين، و هي أعظم النعم. فمن التقى مع أحدهم فقد التقى مع الكيمياء الكبرى، إذ الكيمياء الصغرى تقلب المعادن كلها ذهبا و فضة، و هذه الكيمياء تقلب النفوس روحا و نورا، و سرا و علما بعد جهلها و ظلمتها و غفلتها. انظر ما في ملاقاتهم من الخير.