بحث متقدم
الأربعاء 6/4/1446 هـ - الموافق 9/10/2024 م
القائمة
الصفحة الرئيسية
الطريقة الشاذلية الدرقاوية
مقدمة عامة عن الطريقة الشاذلية الدرقاوية
أخبار الطريقة الشاذلية الدرقاوية
جديد كلام العارفين بالله تعالى والمحققين الوارثين
الحقائق الإلهية في أشعار السادة الصوفية
مشايخ الطريقة
الأوراد
ورد الطريقة العام
أوراد الطريقة الخاصة
المكتبة
كتب تصوف بتحقيق الشيخ الدكتور عاصم الكيالي
مقالات صوفية
المكتبة المرئية
المكتبة المسموعة
مجموعة مخطوطات
كتب تصوف أخرى
تسجيل العضوية
للتواصل والاستفسار
شرح الحكمة العطائية التاسعة من كتاب اللطائف الإلهية
الحكمة التاسعة:
«ما توقّف مطلب أنت طالبه بربّك، و لا تيسّر مطلب أنت طالبه بنفسك» .
شرح الحكمة:
إن كل إنسان يحب أن تكون أموره متيسرة متحققة الوقوع، و هذه الحكمة تنبه المسلم على أنه إذا أراد إنجاز مطالبه و تسهيلها عليه لا بد أن يطلب قضاءها باللّه تعالى، أي بأن يستند إلى اللّه تعالى في تيسيرها. فمن أنزل حوائجه باللّه تعالى و التجأ إليه و توكل عليه كفاه اللّه تعالى مؤنتها و قربها إليه و يسرها عليه، و علامة ذلك كما يقول الشيخ أحمد زروق: «ثلاثة: التفويض في المراد، و التوكل في التحصيل، و الاستقامة في التوجه، فإذا تمت هذه الأشياء فالمطلب متيسر، سواء وجد أم لم يوجد، لأن المقصود تبريد حرقة الاحتياج، و لا بقاء لها مع التفويض (إلى اللّه تعالى و الاعتماد و التوكل عليه) لأن عاقبته الرضا في الوجود و العدم» .
قال تعالى: وَ مَنْ يَتَّقِ اَللّٰهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (٢) وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاٰ يَحْتَسِبُ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اَللّٰهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اَللّٰهَ بٰالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اَللّٰهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً (٣) [الطلاق:٢،٣].
فالذي يعتمد على ربه تعالى في طلبه الأشياء تتحقق له الأشياء. قال اللّه تعالى: قٰالَ مُوسىٰ لِقَوْمِهِ اِسْتَعِينُوا بِاللّٰهِ وَ اِصْبِرُوا إِنَّ اَلْأَرْضَ لِلّٰهِ يُورِثُهٰا مَنْ يَشٰاءُ مِنْ عِبٰادِهِ وَ اَلْعٰاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (١٢٨) [الأعراف:١٢٨].
أما الإنسان الذي يطلب الأشياء بالاعتماد على نفسه في تحصيل مراده بأن يعتمد على عقله و قوته و تدبيره و ينسى اللّه تعالى، فإنه سيفشل في تحقيق ما أراد وقوعه و سيرى أن أموره تتعسر، و علامة ذلك كما يقول الشيخ أحمد زروق: «حب الموافقة -لمراده-من غير تفويض إلى اللّه تعالى، و أن يعتمد على الأسباب من غير توكل على اللّه تعالى، و التهور في التحصيل دون تقوى و لا استقامة، و كلها تعود عليه بالضرر في الوجود و العدم، فالمطلب و إن تيسر بها صورة فهو حرمان في الحقيقة، لما فيه من نسيان الشكر و مفارقة الحق و الاعتماد على الخلق» .
فعلى الإنسان أن يطلب الأشياء باللّه تعالى لتتيسر و لا يطلبها بنفسه لكي لا تتوقف و تتعسر.
قال الشيخ ابن عطاء اللّه في كتابه التنوير في إسقاط التدبير: «و ما أدخلك اللّه فيه تولى إعانتك عليه، و ما دخلت فيه بنفسك و كلك إليه» قال تعالى: وَ قُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اِجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطٰاناً نَصِيراً (٨٠) [الإسراء:٨٠].