بحث متقدم
الخميس 19/5/1446 هـ - الموافق 21/11/2024 م
القائمة
الصفحة الرئيسية
الطريقة الشاذلية الدرقاوية
مقدمة عامة عن الطريقة الشاذلية الدرقاوية
أخبار الطريقة الشاذلية الدرقاوية
جديد كلام العارفين بالله تعالى والمحققين الوارثين
الحقائق الإلهية في أشعار السادة الصوفية
مشايخ الطريقة
الأوراد
ورد الطريقة العام
أوراد الطريقة الخاصة
المكتبة
كتب تصوف بتحقيق الشيخ الدكتور عاصم الكيالي
مقالات صوفية
المكتبة المرئية
المكتبة المسموعة
مجموعة مخطوطات
كتب تصوف أخرى
تسجيل العضوية
للتواصل والاستفسار
شرح الحكمة العطائية الثانية والعشرين من كتاب اللطائف الإلهية
الحكمة الثانية و العشرون:
«الصّلاة طهرة للقلوب من أدناس الذّنوب، و استفتاح لباب الغيوب» .
شرح الحكمة:
إن الصلاة هي من أفضل الأعمال التي تهذب النفس و تطهر القلب و تنور العقل و ترقي الروح، و لأهميتها هذه قال النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم:
«إن بين الرجل و بين الشرك و الكفر ترك الصلاة» 2 و قال أيضا:
«رأس الأمر و عاموده الصلاة و ذروة سنامه الجهاد» 3.
فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام: قال اللّه تعالى: وَ مٰا أُمِرُوا إِلاّٰ لِيَعْبُدُوا اَللّٰهَ مُخْلِصِينَ لَهُ اَلدِّينَ حُنَفٰاءَ وَ يُقِيمُوا اَلصَّلاٰةَ وَ يُؤْتُوا اَلزَّكٰاةَ وَ ذٰلِكَ دِينُ اَلْقَيِّمَةِ (5) [البيّنة:5]و قال النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم:
«أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللّه و أن محمدا رسول اللّه و يقيموا الصلاة و يؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم و أموالهم إلا بحق الإسلام، و حسابهم على اللّه» (متفق عليه) .
إن إقامة الصلاة تعود على المسلم بفوائد كثيرة منها: الانتهاء عن الفحشاء و المنكر بدليل قوله تعالى: إِنَّ اَلصَّلاٰةَ تَنْهىٰ عَنِ اَلْفَحْشٰاءِ وَ اَلْمُنْكَرِ [العنكبوت:45]. و إذا انتهت النفس عن الفحشاء و المنكر تطهر القلب و تنور و استعد لتلقي الواردات الإلهية و العلوم الربانية، و هذا ما أشار إليه في آخر الحكمة بقوله:
«و استفتاح لباب الغيوب» قال الحكيم الترمذي: «دعا اللّه الموحدين إلى هذه الصلوات الخمس رحمة منه عليهم، و هيأ لهم فيها أنواع الضيافة لينال العبد من كل قول و فعل شيئا من عطاياه تعالى، فالأفعال كالأطعمة و الأقوال كالأشربة، و هي عرش الموحدين هيأها رب العالمين لأهل رحمته في كل يوم خمس مرات حتى لا يبقى عليهم دنس من الأغيار (المخلوقات) . 78
و منها: تكفير الذنوب قال النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم:
«أ رأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟» قالوا: لا يبقى من درنه شيء قال: «فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو اللّه بهن الخطايا» (متفق عليه) و قال صلى اللّه عليه و آله و سلم:
«الصلوات الخمس و الجمعة إلى الجمعة، كفارة لما بينهم ما لم تغش الكبائر» (رواه مسلم) .
و منها: رفع الدرجات في الجنة مصداقا لقول النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم:
«عليك بكثرة السجود، فإنك لن تسجد سجدة إلا رفعك اللّه بها درجة، و حط عنك بها خطيئة» (رواه مسلم) .
و منها: مرافقة النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم في الجنة، بدليل ما
رواه مسلم عن ربيعة بن كعب الأسلمي خادم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم-و كان من أهل الصفة-قال: كنت أبيت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فآتيه بوضوئه و حاجته، فقال: «سلني» فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، فقال: «أو غير ذلك؟» قلت: هو ذاك قال: «فأعنّي على نفسك بكثرة السجود» .
فالصلاة طهرة للنفوس من أدناس الذنوب و استفتاح لباب الغيوب، لأنها تطهر ظاهر الإنسان بالطهارات الحسية و تطهر قلبه بالطهارة المعنوية، فترتفع عن العبد الحجب الظلمانية بما تجده روحه من الأنوار الإلهية، فترى ما كان غائبا عنها من المعارف و الأسرار الربانية، قال اللّه تعالى: وَ اِتَّقُوا اَللّٰهَ وَ يُعَلِّمُكُمُ اَللّٰهُ وَ اَللّٰهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [البقرة:282]و قوله تعالى: آتَيْنٰاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنٰا وَ عَلَّمْنٰاهُ مِنْ لَدُنّٰا عِلْماً [الكهف:65].