بحث متقدم
الأربعاء 6/4/1446 هـ - الموافق 9/10/2024 م
القائمة
الصفحة الرئيسية
الطريقة الشاذلية الدرقاوية
مقدمة عامة عن الطريقة الشاذلية الدرقاوية
أخبار الطريقة الشاذلية الدرقاوية
جديد كلام العارفين بالله تعالى والمحققين الوارثين
الحقائق الإلهية في أشعار السادة الصوفية
مشايخ الطريقة
الأوراد
ورد الطريقة العام
أوراد الطريقة الخاصة
المكتبة
كتب تصوف بتحقيق الشيخ الدكتور عاصم الكيالي
مقالات صوفية
المكتبة المرئية
المكتبة المسموعة
مجموعة مخطوطات
كتب تصوف أخرى
تسجيل العضوية
للتواصل والاستفسار
شرح الحكمة العطائية الرابعة من كتاب اللطائف الإلهية
الحكمة الرابعة:
«ادفن وجودك في أرض الخمول، فما نبت ممّا لم يدفن لا يتمّ نتاجه» .
شرح الحكمة:
هذه الحكمة تحث الإنسان على عدم التصدر للخلق بالإرشاد و النصح من أجل الشهرة قبل أن يزكي نفسه بالأخلاق الحميدة، و ينمي عقله بالعلم الغزير فإذا ما فعل ذلك استفاد منه الخلق و أثمرت شجرته.
فإنه لا شيء أضر على النفس من الشهرة قبل بناء الشخصية البناء الصحيح لذلك قالوا: حب الظهور يقسم الظهور. و قالوا: كل ظهور يتبعه عداوة. و قال إبراهيم بن أدهم: «ما صدق اللّه من أحب الشهرة» . و قال رجل لبشر بن الحارث و هو من أصحاب الفضيل بن عياض: «أوصني. فقال له: أخمل ذكرك و أطب مطعمك» . و هذا كله لكي لا يدخل الرياء إلى قلبه فيحبط عمله.
و لا يظن أحد أن هذه الحكمة تدعو إلى السلبية و الانهزام، بل هي على العكس من ذلك فإنها تدعو إلى العزلة المؤقتة التي تسمح للإنسان بالتحصيل العلمي و تزكية النفس. فالعلم و الأخلاق شرطان أساسيان لمن أراد أن يتصدر لتعليم الخلق و نصحهم لكي يؤثر عمله إيجابا في الناس و يستفيدوا منه، فيحصل النفع و تتم الفائدة. فكما أن من شرط إثمار الشجرة دفن البزرة في الأرض فمن شرط إنتاج المرشد أن يعزل نفسه مدة من الزمان تساعده على تحصيل العلم و الأخلاق المطلوبين في عمله الإرشادي التعليمي.