بحث متقدم
الأربعاء 6/4/1446 هـ - الموافق 9/10/2024 م
القائمة
الصفحة الرئيسية
الطريقة الشاذلية الدرقاوية
مقدمة عامة عن الطريقة الشاذلية الدرقاوية
أخبار الطريقة الشاذلية الدرقاوية
جديد كلام العارفين بالله تعالى والمحققين الوارثين
الحقائق الإلهية في أشعار السادة الصوفية
مشايخ الطريقة
الأوراد
ورد الطريقة العام
أوراد الطريقة الخاصة
المكتبة
كتب تصوف بتحقيق الشيخ الدكتور عاصم الكيالي
مقالات صوفية
المكتبة المرئية
المكتبة المسموعة
مجموعة مخطوطات
كتب تصوف أخرى
تسجيل العضوية
للتواصل والاستفسار
شرح الحكمة العطائية العاشرة من كتاب اللطائف الإلهية
الحكمة العاشرة:
«تشوّفك إلى ما بطن فيك من العيوب، خير لك من تشوّفك إلى ما حجب عنك من الغيوب» .
شرح الحكمة:
نمهد لشرح الحكمة بالقول: إن الإنسان كائن صغير في حجمه كبير في حقيقته، فهو مركب من مادة و معنى و هما يشكلان مجموع جسم الإنسان و عقله و قلبه و نفسه و روحه، و النفس مليئة بالعيوب بدليل قول اللّه تعالى: إِنَّ اَلنَّفْسَ لَأَمّٰارَةٌ بِالسُّوءِ [يوسف:۵٣] فهي تميل إلى الدنيا بشهواتها، و هذا يدفعها إلى معصية اللّه تعالى و التخلق بالأخلاق الذميمة. و إن الروح تميل إلى عالم الملكوت فهي دائمة التشوف و التطلع إليه. فهذه الحكمة تحث المسلم على النظر فيما غاب عنه من عيوب نفسه ليتجنبها بدلا من أن يتطلع و يتشوف إلى ما خفي و استتر عنه من عالم الملكوت.
و أن عيوب الإنسان كثيرة؛ منها ما هو نفسي و منها ما هو قلبي و منها ما هو روحي.
و أن عيوب النفس و أمراضها منها ما هو ظاهر جلي كحب الشهوات الدنيوية من مأكل و مشرب و ملبس و مركب و مسكن و منكح، و يدخل فيها الغيبة و النميمة و الغش و الكذب و غير ذلك.
و منها ما هو باطن خفي، و يسمى بالأمراض القلبية كحب التسلط على الخلق بالرياسة و حب العز و الجاه و المداهنة و الكبر و العجب و الرياء و الحسد و الحقد و غير ذلك.
و أما العيوب المنسوبة إلى الروح، فهي تعلقها بالحظوظ الباطنية كحب الاطلاع على المغيبات و الأسرار الملكوتية و طلب الكرامات و المقامات و غير ذلك.
فالإنسان العاقل هو الذي يتطلع و يتشوف إلى الاشتغال بعيوبه النفسية و القلبية و الروحية، فيعمل جهده في التخلص منها، فيقوم بحقوق عبوديته للّه تعالى، فإن هذا خير له من التطلع و التشوف إلى ما حجب عنه من غيوب الملكوت، لأن اشتغاله بذلك يمنعه من القيام بحقوق الربوبية للّه تعالى و في ذلك قال العارفون باللّه تعالى:
«كن طالب الاستقامة و لا تكن طالب الكرامة، فإن نفسك تدفعك لطلب الكرامة، و مولاك يطالبك بالاستقامة، و لأن تكون بحق ربك أولى من أن تكون بحظ نفسك» .
فنسأل اللّه تعالى أن يجعلنا ممن يهتم بعيوب نفسه فيعمل على تطهيرها من الأخلاق الرديئة بدلا من الاهتمام بما حجب عنا من مغيبات لنتحقق بقوله تعالى:
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكّٰاهٰا (٩) وَ قَدْ خٰابَ مَنْ دَسّٰاهٰا (١٠) [الشّمس:٩،١٠]، فندخل في قوله تعالى: يٰا أَيَّتُهَا اَلنَّفْسُ اَلْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧) اِرْجِعِي إِلىٰ رَبِّكِ رٰاضِيَةً مَرْضِيَّةً (٢٨) فَادْخُلِي فِي عِبٰادِي (29) وَ اُدْخُلِي جَنَّتِي (٣٠) [الفجر:٢٧-٣٠].