بحث متقدم
الأربعاء 6/4/1446 هـ - الموافق 9/10/2024 م
القائمة
الصفحة الرئيسية
الطريقة الشاذلية الدرقاوية
مقدمة عامة عن الطريقة الشاذلية الدرقاوية
أخبار الطريقة الشاذلية الدرقاوية
جديد كلام العارفين بالله تعالى والمحققين الوارثين
الحقائق الإلهية في أشعار السادة الصوفية
مشايخ الطريقة
الأوراد
ورد الطريقة العام
أوراد الطريقة الخاصة
المكتبة
كتب تصوف بتحقيق الشيخ الدكتور عاصم الكيالي
مقالات صوفية
المكتبة المرئية
المكتبة المسموعة
مجموعة مخطوطات
كتب تصوف أخرى
تسجيل العضوية
للتواصل والاستفسار
مقدمة كتاب اللطائف الإلهية في شرح مختارات من الحكم العطائية
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، الواحد الأحد، في ذاته و صفاته و أفعاله لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْبَصِيرُ [الشّورى:١١]خلق الأكوان من العدم على غير مثال سبق و ما زال يمدها بالوجود و يمسكها عن الزوال مصداقا لقوله تعالى: إِنَّ اَللّٰهَ يُمْسِكُ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ أَنْ تَزُولاٰ [فاطر:41].
و الحمد للّه رب العالمين أمرنا بالتخلّق بأخلاقه تعالى بقوله: وَ لٰكِنْ كُونُوا رَبّٰانِيِّينَ بِمٰا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ اَلْكِتٰابَ [آل عمران:٧٩].
و الصلاة و السلام على سيد ولد آدم، النبي الخاتم، و الإنسان الكامل، سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، ليعلّمهم مكارم الأخلاق مصداقا لقوله صلى اللّه عليه و سلم:
«إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» .
و بعد فهذا شرح لثلاثين حكمة في تربية النفس و تزكيتها من الأوصاف السيئة و تحليتها بالأخلاق الفاضلة لتتهيأ لسلوك طريق الآخرة، بسيرها على الصراط المستقيم وصولا إلى معرفة اللّه تعالى التي هي غاية خلق الخلق.
و هذه الحكم اخترتها من حكم الشيخ ابن عطاء اللّه السكندري إمام عصره في علمي الشريعة و الحقيقة قال عنه الإمام الذهبي: «كانت له جلالة عظيمة، و وقع في النفوس، و مشاركة في الفضائل و كان يتكلم بالجامع الأزهر فوق كرسي بكلام يروّح النفوس» (شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي 6/٢٠) .
و قال عنه الشيخ ابن الأهدل: «الشيخ العارف باللّه شيخ الطريقين (الشريعة و الحقيقة) و إمام الفريقين (الفقهاء و الصوفية) كان فقيها عالما ينكر على الصوفية، ثم جذبته العناية (الإلهية) فصحب شيخ الشيوخ أبا العباس المرسي، و فتح عليه على يديه و له عدة تصانيف، منها الحكم و كلها مشتملة على أسرار و معارف و حكم و لطائف، نثرا و نظما من طالع كتبه عرف فضله» . (المرجع السابق) .
و أما الحكم فيقول عنها الشيخ ابن عباد النفري في مقدمة كتابه غيث المواهب العلية في شرح الحكم العطائية: «أما بعد فإنا لما رأينا كتاب الحكم المنسوب إلى الشيخ الإمام المحقق العارف ابن عطاء اللّه السكندري من أفضل ما صنف في علم التوحيد و أجل ما اعتمده بالتفهم و التحفظ كل سالك و مريد، لكونه صغير الجرم، عظيم العلم، ذا عبارات رائعة و معان حسنة فائقة، قصد فيها إلى إيضاح طريق العارفين و الموحّدين و إبانة مناهج السالكين و المتجرّدين، أخذنا في وضع تنبيه يكون كالشرح لبعض معانيه الظاهرة» .
هذا و قبل أن أبدأ في شرح الحكم مهّدت ببحث عن التصوف الإسلامي ثم تكلمت عن وجوب معرفة اللّه تعالى على كل مكلّف و بينت أنها أول واجب عليه تعلّمه.
ثم تكلمت عن أقسام الدين الإسلامي الكامل: الإسلام و الإيمان و الإحسان، و بيّنت تعلق علم الفقه بالإسلام، و علم العقيدة بالإيمان، و علم التصوف بالإحسان.
ثم تكلمت عن المعوقات التي تحول بين العبد و ربه، و تمنعه من سلوك الطريق المستقيم طريق الآخرة التي أمرنا اللّه تعالى باتباعها لنصل إلى السعادة الأبدية.
و أخيرا و إتماما للفائدة ألحق بالكتاب النص الكامل للحكم العطائية الكبرى و الصغرى مرقّمة و مضبوطة بالشكل الكامل، إضافة إلى مناجاته الإلهية و مختارات من مكاتباته لبعض مريديه، كما وضعت فهرسا بشرح مصطلحات الصوفية عند ابن عطاء اللّه رحمه اللّه تعالى و نفعنا و إياكم بعلومه و أسراره.
و أسأل اللّه تعالى أن يجعل ما أجراه على خاطري و خطه بناني خالصا لوجهه الكريم و أن يجعله حجة لي و ينفعني به و المسلمين و يزيدني علما و تحققا بأسمائه و صفاته و تجردا عن كل ما سواه تعالى إنه نعم المولى و نعم النصير.
و الحمد للّه رب العالمين.
و كتبه العبد الفقير إلى اللّه تعالى
عاصم إبراهيم الكيالي الحسيني الشاذلي الدرقاوي