بحث متقدم
الخميس 19/5/1446 هـ - الموافق 21/11/2024 م
القائمة
الصفحة الرئيسية
الطريقة الشاذلية الدرقاوية
مقدمة عامة عن الطريقة الشاذلية الدرقاوية
أخبار الطريقة الشاذلية الدرقاوية
جديد كلام العارفين بالله تعالى والمحققين الوارثين
الحقائق الإلهية في أشعار السادة الصوفية
مشايخ الطريقة
الأوراد
ورد الطريقة العام
أوراد الطريقة الخاصة
المكتبة
كتب تصوف بتحقيق الشيخ الدكتور عاصم الكيالي
مقالات صوفية
المكتبة المرئية
المكتبة المسموعة
مجموعة مخطوطات
كتب تصوف أخرى
تسجيل العضوية
للتواصل والاستفسار
شرح الحكمة العطائية الثامنة من كتاب اللطائف الإلهية
الحكمة الثامنة:
«لا تستغرب وقوع الأكدار، ما دمت في هذه الدّار، فإنّها ما أبرزت إلاّ ما هو مستحقّ وصفها و واجب نعتها» .
شرح الحكمة:
إن هذه الحكمة تنبه المسلم على عدم استغرابه وقوع البلايا و المصائب به ما دام في هذه الحياة الدنيا. قال تعالى: وَ نَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَ اَلْخَيْرِ فِتْنَةً [الأنبياء:٣۵]. قال الإمام البغوي في تفسيره شارحا هذه الآية: «الشر و الخير هما الشدة و الرخاء، و الصحة و السقم، و الغنى و الفقر» . و قال تعالى: اَلَّذِي خَلَقَ اَلْمَوْتَ وَ اَلْحَيٰاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَ هُوَ اَلْعَزِيزُ اَلْغَفُورُ (٢) [الملك:2].
إن صدور الأكدار التي تؤلم النفس و تكدرها من الدنيا شيء طبيعي، لأنه وصف تستحقه الدنيا و يجب أن توصف به.
و مما قيل في ذلك: «أيها الناس: إن هذه الدار دار تواء (هلاك) ، لا دار استواء، و منزل ترح (حزن) لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرح لرخائها و لم يحزن لشقائها، ألا و إن اللّه خلق الدنيا دار بلوى، و الآخرة دار عقبى، فجعل بلوى الدنيا لثواب الآخرة سببا، و ثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوضا، فيأخذ ليعطي، و يبتلي ليجزي، و إنها لسريعة التوى و شيكة الانقلاب، فاحذروا حلاوة رضاعها لمرارة فطامها، و اهجروا لذيذ عاجلها لكربة آجلها، و لا تسعوا في عمران دار قد قضى اللّه خرابها، و لا تواصلوها و قد أراد اللّه منكم اجتنابها، فتكونوا لسخطه متعرضين و لعقوبته مستحقين» .
قال الإمام جعفر الصادق رضي اللّه تعالى عنه: «من طلب ما لم يخلق أتعب نفسه و لم يرزق، فقيل له: و ما ذاك؟ قال: الراحة في الدنيا» و في هذا المعنى قال الشاعر:
تطلب الراحة في دار العناء خاب من يطلب شيئا لا يكون
و قال أحد الصالحين: «ملتمس السلامة في دار المتالف و المعاطب كالمتمرغ على مزاحف الحيّات و مداب العقارب» .
فلا تتعجب أيها الإنسان من نزول الأكدار الدنيوية بك، فهذا هو شأن الدنيا.
قال النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم: «الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر» .
فعليك أن تهيىء نفسك على توقع استقبال المحن، و تستعين على دفع ذلك بالصبر و الرضا عند وقوع القضاء. قال اللّه تعالى: إِنَّمٰا يُوَفَّى اَلصّٰابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسٰابٍ [الزّمر:١٠]و قال تعالى: وَ اِسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ اَلصَّلاٰةِ [البقرة:45]و ورد شعرا:
و إذا تصبك مصيبة فاصبر لها عظمت مصيبة مبتلى لا يصبر