بحث متقدم
الخميس 19/5/1446 هـ - الموافق 21/11/2024 م
القائمة
الصفحة الرئيسية
الطريقة الشاذلية الدرقاوية
مقدمة عامة عن الطريقة الشاذلية الدرقاوية
أخبار الطريقة الشاذلية الدرقاوية
جديد كلام العارفين بالله تعالى والمحققين الوارثين
الحقائق الإلهية في أشعار السادة الصوفية
مشايخ الطريقة
الأوراد
ورد الطريقة العام
أوراد الطريقة الخاصة
المكتبة
كتب تصوف بتحقيق الشيخ الدكتور عاصم الكيالي
مقالات صوفية
المكتبة المرئية
المكتبة المسموعة
مجموعة مخطوطات
كتب تصوف أخرى
تسجيل العضوية
للتواصل والاستفسار
شرح الحكمة العطائية السادسة من كتاب اللطائف الإلهية
الحكمة السادسة :
«الأعمال صور قائمة، و أرواحها وجود سرّ الإخلاص فيها» .
شرح الحكمة:
إن الأعمال المقصودة في هذه الحكمة هي العبادات المطالبين بإقامتها، و هي نوعان: جسمانية و قلبية. شبّهتها الحكمة بالصور الحسية و المعنوية أيضا لأن الصورة هي ما يرى في النظر و يتشخص في الذهن من الكيفيات. و الروح: هو السر المودع في الحيوانات، و المراد به هنا الكمال المعتبر في الأعمال. و الإخلاص:
هو إفراد القلب لعبادة الرب. و سره: لبه و هو الصدق المعبّر عنه بالتبري من الحول و القوة إذ لا يتم إلا به.
و على ذلك يكون معنى الحكمة أن الأعمال التي يفعلها الإنسان ليتقرب بها إلى اللّه تعالى سواء كانت من الفرائض أو الواجبات أو السنن أو النوافل ليست معتبرة إلا إذا قرنها صاحبها بالإخلاص.
إن الأعمال كالأجساد، و أرواحها وجود الإخلاص فيها، فكما لا قيام للأشباح إلا بالأرواح و إلا كانت ميتة، كذلك لا قيام للأعمال-سواء كانت بدنية أو قلبية-إلا بوجود الإخلاص فيها و إلا كانت صورا قائمة و أجسادا خاوية لا حياة فيها و لا روح.
إن اللّه تعالى أمرنا أن نعبده و نحن مخلصون له لكي نستفيد من هذه العبادة و نشعر بحلاوتها و ينتفي عنا الرياء المحبط للأعمال، قال اللّه تعالى: وَ مٰا أُمِرُوا إِلاّٰ لِيَعْبُدُوا اَللّٰهَ مُخْلِصِينَ لَهُ اَلدِّينَ حُنَفٰاءَ [البيّنة:۵]، و قال تعالى: قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اَللّٰهَ مُخْلِصاً لَهُ اَلدِّينَ (١١) [الزّمر:11]، و قال تعالى: إِنّٰا أَنْزَلْنٰا إِلَيْكَ اَلْكِتٰابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اَللّٰهَ مُخْلِصاً لَهُ اَلدِّينَ (٢) [الزّمر:٢].
و الإخلاص ينقسم إلى ثلاثة أقسام: إخلاص مقام الإسلام، و هو إخلاص العوام الذين يطلبون الحظوظ الدنيوية و الأخروية.
و إخلاص مقام الإيمان، و هو إخلاص المتقين، و أعمالهم من أجل الحظوظ و السعادة الآخروية فقط، و هي خالية عن الرياء الجلي.
و إخلاص مقام الإحسان، و هو إخلاص المحبين و المقربين، و أعمالهم خالصة من الرياء الجلي و الخفي، و هي للّه تعالى إجلالا و تعظيما و عبودية دون طمع في جنة أو خوف من نار كما قالت السيدة رابعة العدوية:
كلهم يعبدوك من خوف نار و يرون النجاة حظا جزيلا
أو بأن يسكنوا الجنان فيحظوا بقصور و يشربوا سلسبيلا
ليس لي بالجنان و النار حظ أنا لا أبتغي بحبي بديلا
فنسأل اللّه تعالى أن يوفقنا لأن تكون أعمالنا كلها خالصة لوجهه الكريم.