المحو في حضرة الإطلاق

قال الشيخ حسن سزائي الكلشني، المتوفى بأدرنه سنة 1151 هجرية :

أقبل على الحق وامح وجودك، فالهداية إنما هي في هذا المحو الوحدة هي البداية، إلا أن النهاية هي أيضا الوحدة

اقرأ بلا توقف درس "من عرف نفسه" عن لوح قلبك وتحقق سر الإنسان، فليست السلامة إلا في ذلك السر

كن عبدا محضا، كن عدما وأسقط عنك قيود التصرف أدخل عالم الإطلاق، فالولاية لله الحق في ذلك العالم

احفظ الفرق في ظاهرك، ولكن كن في باطنك عين الوحدة لا تبال بالإقبال والإدبار ، فالمبدأ والمعاد من وراء ذلك

امح عنك كل أثر لأنيتك وادخل منزل العرفان يا سزائي لا تحفل بأي كرامة، فالكرامة إنما هي عين العرفان

وقال الشيخ محمد العسكري الخلوتي، المتوفى في القرن الحادي عشر الهجري:

اتخذ الحق لذاته مظهراً، فكان الإنسان الكامل فانظر في وجه الإنسان لترى آية الرحمن

تخلّص عن قيود الأسماء وادخل عالم الإطلاق وانظر إلى الوجود بعين {كل من عليها فان} لترى {إلا وجهه}

التحق بأهل التحقيق، وكن عدماً محضاً تجاوز منزل التقليد لترى الكمال الإنساني فيك

العارف الحق يقرأ درس "الآية الكبرى" من نفسه فانظر معاني القرآن مسطورة في قلبك

بأمر {كن فيكون} صار الكنز المخفي عياناً فانظر إلى سر الذات المخفي في هذه الأعيان الظاهرة

افتح عنك طلاسم الوجود، واحدة واحدة لترى الكنز المخفي الذي انطوت عليه خزينة روحك

اصحب خضر الروح في كل نفس، واخرق سفينة الوجود تعال إلى مجمع البحرين لترى محيطاً بلا ساحل

واشهد أن هذه المظاهر كلها هي صفات الله لترى دائماً أن كل الموجودات هي هذه الصفات، وأن الصفات عين ذات الله

يا عسكري، كن ناظراً إلى {ثم وجه الله} في كل ما ترى وسر في الثمانية عشر ألف عالم لترى سر الله يتكشف